9 مصاحف الكتاب الاسلامي/

الأربعاء، 24 مايو 2023

حقوق المسلم على المسلم كثير جدا ادخل واقرأ

حقوق المسلم على المسلم  

 السؤال

نعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حق المسلم على المسلم ، سؤالي هو : هل نأثم على عدم تأدية حق من هذه الحقوق لأخينا المسلم ؟ يعني علينا ذنب في ذلك ؟
نشكركم جزيل الشكر عن هذا العمل الطيب .

الجواب

الحمد لله.

حقوق المسلم على المسلم كثيرة ، منها ما هو واجب عيني ، يجب على كل أحد ، فلو تركه أثم ، ومنها ما هو واجب كفائي ، إذا قام به البعض سقط إثمه عن الباقين ، ومنها ما هو مستحب غير واجب ، ولا يأثم المسلم بتركه .
روى البخاري (1240) ومسلم (2162) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ : رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ )
ورواه مسلم (2162) أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ ) قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ : قَالَ ( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ ) .
قال الشوكاني رحمه الله :
" وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ: (حَقُّ الْمُسْلِمِ) أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي تَرْكُهُ وَيَكُونُ فِعْلُهُ إمَّا وَاجِبًا أَوْ مَنْدُوبًا نَدْبًا مُؤَكَّدًا شَبِيهًا بِالْوَاجِبِ الَّذِي لَا يَنْبَغِي تَرْكُهُ، وَيَكُونُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْمَعْنَيَيْنِ مِنْ بَابِ اسْتِعْمَالِ الْمُشْتَرَكِ فِي مَعْنَيَيْهِ، فَإِنَّ الْحَقَّ يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الْوَاجِبِ، كَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، وَكَذَا يُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى الثَّابِتِ وَمَعْنَى اللَّازِمِ وَمَعْنَى الصِّدْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: الْمُرَادُ بِالْحَقِّ هُنَا الْحُرْمَةُ وَالصُّحْبَةُ." انتهى من "نيل الأوطار" (4/21) .

1- فرَدّ السلام واجب إذا كان السلام على واحد ، وإذا كان على جماعة كان فرضا على الكفاية ، أما ابتداء السلام فالأصل فيه أنه سنة ، جاء في "الموسوعة الفقهية" (11/314) :
" ابْتِدَاءُ السَّلاَمِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ ) وَيَجِبُ الرَّدُّ إِنْ كَانَ السَّلاَمُ عَلَى وَاحِدٍ . وَإِنْ سَلَّمَ عَلَى جَمَاعَةٍ فَالرَّدُّ فِي حَقِّهِمْ فَرْضُ كِفَايَةٍ ، فَإِنْ رَدَّ أَحَدُهُمْ سَقَطَ الْحَرَجُ عَنِ الْبَاقِينَ ، وَإِنْ رَدَّ الْجَمِيعُ كَانُوا مُؤَدِّينَ لِلْفَرْضِ ، سَوَاءٌ رَدُّوا مَعًا أَوْ مُتَعَاقِبِينَ ، فَإِنِ امْتَنَعُوا كُلُّهُمْ أَثِمُوا لِخَبَرِ ؛ حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ : رَدُّ السَّلاَمِ . . . " انتهى .
2- وأما عيادة المريض ففرض كفاية ، قال الشيخ ابن عثيمين :
" عيادة المريض فرض كفاية " .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 /1085)
وراجع جواب السؤال رقم : (71968) .
3- وأما تشييع الجنازة ففرض كفاية أيضا ، راجع جواب السؤال رقم : (67576) .
4- وأما إجابة الدعوة : فإن كانت إلى وليمة عرس فالجمهور على وجوب إجابتها إلا لعذر شرعي . أما إن كانت لغير وليمة العرس فالجمهور على أنها مستحبة ، ولكن يشترط لإجابة الدعوة ـ عموما ـ شروط ، راجع لمعرفة ذلك بالتفصيل جواب السؤال رقم : (22006) .
5- وأما تشميت العاطس فقد اختلف في حكمه .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (4/22) :
"وَهَذَا التَّشْمِيتُ سُنَّةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ .
وَفِي قَوْلٍ لِلْحَنَابِلَةِ وَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هُوَ وَاجِبٌ .
وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ بِوُجُوبِهِ عَلَى الْكِفَايَةِ . وَنُقِلَ عَنِ الْبَيَانِ أَنَّ الأَشْهَرَ أَنَّهُ فَرْضُ عَيْنٍ ، لِحَدِيثِ " كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ " انتهى.

وأظهر الأقوال أنه واجب على من سمع حمد العاطس لله ؛ لما رواه البخاري (6223) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ ) .
قال ابْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه : وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة وَفِيهِ " فَإِذَا عَطَسَ أَحَدكُمْ , وَحَمِدَ اللَّه , كَانَ حَقًّا عَلَى كُلّ مُسْلِم سَمِعَهُ أَنْ يَقُول : يَرْحَمك اللَّه " . وَتَرْجَمَ التِّرْمِذِيّ عَلَى حَدِيث أَنَس ( بَاب مَا جَاءَ فِي إِيجَاب التَّشْمِيت بِحَمْدِ الْعَاطِس ) وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ وَاجِب عِنْده , وَهُوَ الصَّوَاب , لِلْأَحَادِيثِ الصَّرِيحَة الظَّاهِرَة فِي الْوُجُوب مِنْ غَيْر مُعَارِض وَاَللَّه أَعْلَم .
فَمِنْهَا : حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة , وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَمِنْهَا : حَدِيثه الْآخَر " خَمْس تَجِب لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ " وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَمِنْهَا : حَدِيث سَالِم بْن عُبَيْد , وَفِيهِ " وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ عِنْده : يَرْحَمك اللَّه " . وَمِنْهَا : مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ عَلِيّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِم سِتّ بِالْمَعْرُوفِ : يُسَلِّم عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ , وَيُجِيبهُ إِذَا دَعَاهُ , وَيُشَمِّتهُ إِذَا عَطَسَ وَيَعُودهُ إِذَا مَرِضَ وَيَتْبَع جَنَازَته إِذَا مَاتَ , وَيُحِبّ لَهُ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ " وَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْر وَجْه عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضهمْ فِي الْحَارِث الْأَعْوَر , وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَة , وَأَبِي أَيُّوب وَالْبَرَاء , وَأَبِي مَسْعُود . وَمِنْهَا : مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ أَبِي أَيُّوب . أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا عَطَسَ أَحَدكُمْ فَلْيَقُلْ : الْحَمْد لِلَّهِ , وَلْيَقُلْ : عَلَى كُلّ حَال , وَلْيَقُلْ الَّذِي يَرُدّ عَلَيْهِ يَرْحَمك اللَّه , وَلْيَقُلْ هُوَ : يَهْدِيكُمْ اللَّه وَيُصْلِح بَالكُمْ " .
فَهَذِهِ أَرْبَع طُرُق مِنْ الدَّلَالَة . أَحَدها : التَّصْرِيح بِثُبُوتِ وُجُوب التَّشْمِيت بِلَفْظِهِ الصَّرِيح الَّذِي لَا يَحْتَمِل تَأْوِيلًا . الثَّانِي : إِيجَابه بِلَفْظِ الْحَقّ . الثَّالِث : إِيجَابه بِلَفْظَةِ " عَلَى " الظَّاهِرَة فِي الْوُجُوب . الرَّابِع : الْأَمْر بِهِ , وَلَا رَيْب فِي إِثْبَات وَاجِبَات كَثِيرَة بِدُونِ هَذِهِ الطُّرُق , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم" انتهى من "حاشية ابن القيم على سنن أبي داود" (13/259) .
وقال أيضا : " فَظَاهِرُ الْحَدِيثِ الْمَبْدُوءِ بِهِ: أَنَّ التَّشْمِيتَ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مَنْ سَمِعَ الْعَاطِسَ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَلَا يُجْزِئُ تَشْمِيتُ الْوَاحِدِ عَنْهُمْ، وَهَذَا أَحَدُ قَوْلَيِ الْعُلَمَاءِ، وَاخْتَارَهُ ابن أبي زيد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ الْمَالِكِيَّانِ، وَلَا دَافِعَ لَهُ." انتهى من "زاد المعاد" (2/437) .

6- أما نصحه إذا استنصحه : فالأظهر في النصيحة أنها واجبة على الكفاية .
قال ابن مفلح رحمه الله :
" وَظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ وَالْأَصْحَابِ وُجُوبُ النُّصْحِ لِلْمُسْلِمِ ، وَإِنْ لَمْ يَسْأَلْهُ ذَلِكَ ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ الْإِخْبَارِ .. " انتهى من "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/307) .

وقال الملا علي القاري رحمه الله :
" (وإذا استنصحك) أي طلب منك النصيحة (فانصح له) وجوباً، وكذا يجب النصح وإن لم يستنصحه " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (5/213) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ مَعْنَى الْحَقِّ هُنَا الْوُجُوب ، خلافًا لقَوْل بن بَطَّالٍ الْمُرَادُ حَقُّ الْحُرْمَةِ وَالصُّحْبَةِ وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُنَا وُجُوبُ الْكِفَايَةِ " انتهى من "فتح الباري" (3/113) .

والله تعالى أعلم .

=============

المقال الثاني 

حق المسلم على المسلم 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، الحمد لله فاطرِ السماوات والأرض، الحمد لله رب كل شيء ومليكه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، النبي المصطفى، والرسول المجتبَى، خير مَن وطِئ الثرى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد:

فلا شكَّ أن للمسلم على أخيه المسلم حقوقًا وواجباتٍ، فلا بد للمسلم أن يقوم بحقوقِ أخيه المسلم، وقد استخرجتُ بعض الفوائد والإرشادات مِن حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه: ((حق المسلم على المسلم ستٌّ))، أسأل الله أن ينفع بها المسلمين، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد

3. [حق المسلم على المسلم]

جاء في صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم ستٌّ))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه{ قلت الندون والدعوة هنا علي العموم غير مقيدة فقد يدعوه لعون او لوليمة او لاستشارة او لتباحث او عموم ما يدعي اليه المرء}، وإذا استنصَحك فانصَح له قلت المدون بل من الحق ان لا ينتظر استنصاحة بل يجب نصحة كلما لا النصح منه او من اخيه المسلم ، وإذا عطس فحمِد الله فشمِّته، وإذا مرِض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعه)).

 

4.((إذا لقيته فسلم عليه)) قلت المدون وبالاحري فليسلم عليه تعمدا ان غاب عنه للاطمئنان عليه واستنجاده :

ومِن حق المسلم على المسلم أنه إذا لقِيه فإنه يُسلِّم عليه، وصيغة السلام بأن يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأن يردَّ عليه أخوه المسلم ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ فإن السلام يجلبُ المودَّة والألفة والمحبة، 

 ** ولذلك جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنة حتى تُؤمِنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلُّكم على شيء إذا فعلتُموه تحاببتم؟ أفشُوا السلام بينكم))،قلت المدون وهذا الحديث أضاف حقا من الحقوق الواجبة من المسلم علي المسلم اي حق التحاب

 فلا شك أن إفشاء السلام وسيلة سهلة من كل الوسائل المتاحة  لتحقيق التحاب كغاية تجأرت في شروط الايمان ومن ذلك 

1.إفشاء السلام 

2.والتعاون علي البر والتقوي{بكل مدلولاته} 

3. والتهادي 

4.والتبسم 

5.والحلم 

6.وكل البر 

7.بل وكل ما يقرب المسلمين الي غاية التحاب 

==ايها الناس افيقوا ولا تحبطوا اعمالكم بسفاسف الامور بل وان منع المسلم من حقه المقرر في الشرع ولو قل هذا الحق فقد   توعد الله فاعله  بالخلود   في جهنم ان مات المانع للحق علي ذلك ---  اذ قال النبي ص في حديث البخاري {من اقتطع حق امرء مسلم بيمينه فقد حرم الله عليه الجنة وأدخلة النار فاستعظم المسلمين ذلك فقالوا ول شيئا يسيرا يا رسول الله فال ولو عودا من أراك يعني عودا من سواك فهذا حق المسلم قد عهد الله بالتكليف به علي كل مسلم  وضمن الله حقوق عباده المسلمين فليراجع كل منا نفسه قبل ان تطم علي الناس الطامة}   وهو اي السلام   علامةٌ على المحبة بين المسلمين،ولا شك أن إفشاء السلام بين المسلمين والمحبة بينهم تغيظُ الكفار، بل ترعبهم؛ فهم يحاولون أن يُفرِّقوا بين المسلمين في معتقداتهم، فيأتوهم بآراء تخالف عقيدتهم، ويأتوهم بأفكار تخالف الفكر السليم، بل حتى في أخلاقهم وسلوكهم والعياذ بالله، وللأسف انجرف مع هذه الآراء والأفكار الضالَّة بعضُ شباب المسلمين، فحصل بذلك الفُرقة، ولذلك نهانا الله عن الفرقة، فقال: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103]، فمِن أسباب حصول الاجتماع والألفة بين المسلمين إفشاء السلام، ولا شك أن فضلَه عظيمٌ، فإذا قال المسلم لأخيه المسلم: السلام عليكم؛ نال بإذن الله عشر حسنات، وإن قال لأخيه المسلم: السلام عليكم ورحمة الله؛ نال بإذن الله عشرين حسنة، وإن قال لأخيه المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ نال بإذن الله ثلاثين حسنة.

 

والأفضل للمسلم أن يُسلِّم على أخيه المسلم ويقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى أخيه المسلم أن يردَّ عليه قائلًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وإن سلَّم وقال: السلام عليكم، فالأفضل أن يرد بالتحية كاملةً، ويقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أو يردها بقوله: وعليكم السلام، ولذلك قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86].

وأما الكافر، فلا يجوز ابتداءُ السلام عليه، وإن سلم عليك الكافر فردَّ عليه بقولك: وعليكم، هذا ما تيسر ذكره في السلام وآدابه، والله أعلم

((وإذا دعاك فأجِبْه)): 

== قلت المدون ودعوة المسلم للمسلم مطلقة ليس فقط في الاعراس والولائم بل أيضا في كل ما يدعي اليه من امور

1. كالتعاون 

2.والاسترشاد 

3.والولائم والأعراس 

4.والاستنصاح وووو 

فمِن حق المسلم على أخيه المسلم أنه يجيب دعوته إذا دعاه لوليمة عرس أو وليمة  او مناسبات او امور أخرى؛ لأن مِن فوائد ذلك 1. تحفيق شرط الايمان وعدم الاصرار علي منعه 

2.وحصول الاجتماع بين المسلمين، وبه يصل المسلم أخاه المسلم، خصوصًا إن كان من ذوي أرحامِه الذين تجبُ صلتهم، فعلى المسلم أن يجيب دعوة أخيه المسلم، وألا يتهاون في ذلك، ولذلك جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دُعي أحدُكم إلى الوليمة فليأتِها)).

لكن إن كان في هذه الدعوة أو هذه المناسبة منكراتٌ ومحرمات؛ من وجود الأغاني والموسيقا، والاختلاط بين الرجال والنساء - نسأل الله العافية - وغير ذلك من المحرمات؛ فإنه يحرُمُ على المسلم الذَّهاب إليها؛ لأن المفسدة أعظمُ مِن المصلحة، ولذلك تقول القاعدة عند العلماء: "دَرْء المفاسد مُقدِّم على جلب المصالح". 

وإن كان في هذه الدعوة ذوو أرحامه الذين تجبُ صلتهم، فإنه يخصص يومًا لزيارتهم، بدلًا من صلتهم في هذه الدعوة التي يوجد فيها منكرات.

أما إن كانت هذه الدعوة ليس فيها منكرات ولا محرمات، ولا أي شيء من هذا القبيل، فعليك أن تبادر بالإجابة والحضور إليها، خصوصًا إن كانت الدعوة وجهًا لوجه

((وإذا استنصحك فانصَحْ له)):

مِن حق المسلم على أخيه المسلم أنه إذا أراد منه النصيحةَ أن ينصحه ولا يَغشَّه؛ كمثل مَن أراد أن يشتري سيارة ثم أتى إلى أخيه المسلم الخبير في السيارات وأنواعها، ثم يسأله ويطلب من أخيه النصيحة، كأن يقول: ما السيارة الجيدة في الاستخدام؟ وما شابه ذلك من الأسئلة، فعلى أخيه المسلم أن يعطيَه النصيحة وألا يغشَّه، فيخبره بالنوع الجيد والسيارة الجيدة.

مثال آخر: رجل يريد أن يشتري منزلًا، وذهب إلى صاحب ذلك المنزل، ثم استنصحه في هذا المنزل، هل هو جيد للسكن وما شابه ذلك، فعلى صاحب هذا المنزل أن يخبره بالحقيقة، وألا يغشه، إن كان جيدًا للسكن فينصحه به، وإن كان غير ذلك فعليه أن يحذره منه، وأن يقول غير صالح للسكن.

 

وللأسف الشديد هناك مَن يخالف هذا الكلام فتجده يبيعُ على إخوته المسلمين بالغش، والعياذ بالله، فإذا طلبوا منه النصيحة نصَحهم بالغش والعياذ بالله، وهمه الوحيد هو أن يحصل على المال سواء كان حلالًا أم حرامًا، ولعل مَن يفعل هذا قليل.

فهناك من هو أهل للخير، فإذا استنصحته نصحك بالشيء الطيب، ولعل مَن يفعل ذلك كثير، ولله الحمد والمنة، فالنصيحة بين المسلمين مطلوبة؛ فبها يرفع الجهل ويزهق الباطل، ويظهر الحق ويهزم الشر وينصر الخير، فلا شك أن النصح لكل مسلم مطلوبٌ، ولذلك جاء في صحيح البخاري عن جَرير بن عبدالله، قال: "بايعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم".

 

وكذلك على المسلم أن ينصح إخوته في الأمور الدينية، فإذا وجد رجلًا لا يصلي نصحه بالصلاة، وبيَّن له أركانها وواجباتها وسننها وفضلها، وأنها ركنٌ مِن أركان الإسلام، وعليه أن يُبيِّن له عظيم خطر تركها.

وإن وجد مدخنًا أو مُدمِنَ مُخدِّرات نصحه عن ذلك وبيَّن له عظيم إثمها، وغير ذلك.

فعلى على المسلم أن ينصح أخاه المسلم بالشيء الطيب، ولذلك جاء في صحيح مسلم عن تَميم الدَّارِي أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم))، هذا ما تيسر ذكره، والله أعلم.

 

((وإذا عطس فحمِد الله فسمِّته)):

مِن حق المسلم على أخيه المسلم أنه إذا عطس فحمِد الله أن يشمِّته، فإذا عطس المسلم وقال: الحمد لله، فعلى أخيه المسلم أن يقول له: يرحمك الله، وعليه أن يرد قائلًا: يَهديكم الله ويُصلح بالَكم، أو يقول: يغفر الله لنا ولكم.

وأنا أعجب من بعض الناس حينما يعطس ولا يحمد الله، أقول لك يا مَن تفعل هذا: إن العطاس نعمةٌ مِن الله، فعليك أن تحمد الله، والله سبحانه وتعالى يحب العطاس، ولذلك جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطَس أحدكم وحمِد الله، كان حقًّا على كل مسلم سمِعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب، فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردَّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)).

 

فعلى المسلم إذا عطس أن يحمد الله، وأن يرد عليه أخوه بقوله: يرحمك الله، وأن يرد بقوله: يهديكم الله ويصلح بالكم، أو يغفر الله لنا ولكم، ولذلك جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمُك الله، فليقُلْ: يَهديكم الله ويُصلح بالكم)).

 

وأما قوله: يغفر الله لنا ولكم، فقد ورد في سنن أبي داود عن هلال بن يساف، قال: كنا مع سالم بن عُبيد فعطَس رجلٌ مِن القوم، فقال: السلام عليكم، فقال سالم: وعليك وعلى أمِّك، ثم قال بعد: لعلك وجدت مما قلت لك، قال: لوددت أنك لم تذكر أمي بخير ولا بشرٍّ، قال: إنما قلت لك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا بَيْنا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وعليك وعلى أمك))، ثم قال: ((إذا عطس أحدكم فليحمَدِ الله))، قال: فذكر بعض المحامد، ((وليقل له مَن عنده: يرحمك الله وليردَّ - يعني عليهم -: يغفر الله لنا ولكم))، فإذا عطس المسلم ولم يحمَدِ الله، فإنه لا يُشمَّت؛ لأنه لم يحمد الله، ولهذا جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك، قال: عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلانِ، فشمَّت أحدهما ولم يُشمِّت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست أنا فلم تشمِّتني، قال: ((إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله))، وإن عطس فلم يحمد الله، فالأفضل أن يذكر ويقال له: احمَدِ الله، هذا ما تيسر ذكره، والله أعلم.

 

((وإذا مرِض فعُدْه)):

مِن حق المسلم على أخيه المسلم أنه إذا مرِض يُعوده ويزوره؛ لأن مِن فوائد زيارة المريض أنه يُقوِّي عزيمة المريض على الصبر، وأنه إن شاء الله سيتعافَى، وأن ما يصيبه تكفير لذنوبه وخطاياه، ولا شك أن زيارة المريض فضلُها عظيم، ولهذا جاء في سنن ابن ماجه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن عاد مريضًا نادى منادٍ من السماء: طبتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأت من الجنة منزلًا)).

 

فالمسلم عليه أن يحرص على زيارة المريض خصوصًا إن كان المريض من ذوي أرحامِه، فزيارة المريض فضلها عظيمٌ، والزيارة - يا أحبتي في الله - لها آداب؛ ومنها:

1- أن يكون وقت الزيارة وقتًا مناسبًا؛ بحيث لا يكون وقتَ راحة للمريض لكيلا يشق ذلك على المريض.

 

2- على الزائر أن يرفعَ مِن معنويات المريض؛ بحيث إنك تقول له: إنك طيب ومتحسن، وإن شاء الله ستشفى، وأن ما يصيبك كفارةٌ لذنوبك وخطاياك، وهكذا، بخلاف مَن يأتي المريض ويزيده مرضًا فوق مرضه، والعياذ بالله، بأن يقول: إنك مريض وحالتك سيئة جدًّا، وتحتاج إلى العلاج وإلا ستموت، وما شابه ذلك من الكلام السيئ، فلا ينبغي للمسلم أن يقول مثل هذا الكلام، وإنما يرفع مِن معنوياته كما ذكرتُ آنفًا.

 

3- وللنساء فوق هذه الآداب آداب أخرى، ومن الآداب التي ينبغي للنساء الأخذ بها هو أن يخرجن إلى المستشفى غير متزيِّنات ولا متبرجات ولا متعطرات؛ لأن ذلك لا يجوز، وللأسف الشديد نلاحظ مِن بعض فتيات المسلمين - هداهن الله - حينما يذهبن إلى المستشفى كأنهن ذاهبات إلى وليمة عرسٍ، متعطرات متبرجات والعياذ بالله، فهذا الفعل لا يجوز، هذا ما تيسر ذكره في زيارة المريض وآدابها، والله أعلم.

 

((وإذا مات فاتَّبِعْه)):

مِن حق المسلم على أخيه المسلم أن يتبع جنازته إذا مات ويُصلِّي عليها، ويتبعها حتى تدفن، فلا شك أن الصلاة على الميت فضلُها عظيم، وإن تبعتها حتى تُدفَن كان فضلها أعظم، ولهذا جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اتبع جنازةَ مسلم، إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يُصلَّى عليها ويفرغ مِن دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطينِ، كل قيراط مثل أُحُد، ومَن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراطٍ))؛ هذا ما تيسر ذكره، والله أعلم.

 

الخاتمة: هذا ما تيسر ذكره من إرشادات وتوجيهات، أسأل الله أن ينفع بها المسلمين، وأن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

فإن كان من صواب فمِن الواحد المنَّان، وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان.

 

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

================

المقال الرابع :  في حق المسلم على المسلم

الحمدُ لله نحمَدُه، ونستعِينُه ونستَهدِيه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ:

فيا عِباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - اعرفوا ما يجب للمسلم على المسلم؛ فقد أهمل الكثير من المسلمين ما يجبُ لبعضهم على بعض؛ انشغالاً وتجاهلاً وزهدًا في الخيرات، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ)) قيل: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصحك فانصَحْ له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبعه))

 

وقد زهد الكثير من المسلمين في هذه الحقوق، وانشغَلُوا عن هذه الفضائل، فكم يمرُّ المسلم بأخيه المسلم فلا يُسلِّم عليه، إمَّا لانشغاله بأمور دنياه، أو بشيءٍ في النفوس من أجل حُطام الدنيا.

 

وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تدخُلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أوَلاَ أدلُّكم عن شيءٍ إذا فعَلتُموه تحابَبْتم؟ أفشوا السلام بينكم)).

 

فلا شكَّ أنَّ للسلام الأثر الطيب؛ كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((أوَلاَ أدلُّكم على شيءٍ إذا فعَلتُموه تحابَبْتم؟ أفشوا السلام بينكم)).

 

فيا عِباد الله:

تأدَّبوا بآداب الإسلام، وتخلَّقوا بأخلاق سيِّد الأنام، دَعُوا التشاحن، والتقاطع، والتدابُر؛ فإنَّ ذلك الهلاك والدمار، لا تفتنكم الدنيا عن أمور الدِّين، فتهلكوا في دُنياكم وأخراكم، لقد فسدت الأخلاق، وتغيَّرت الطبائع، وابتَعدَ الكثير من المسلمين عن الفضائل، يمرُّ المسلم بالمسلم فلا يُسلِّم عليه، ويمرض المريض فلا يعوده إلا القليل من أقربائه وأصدقائه.

 

وفي الحديث عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعٍ: ((بعيادة المريض، واتِّباع الجنازة، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم))2.؛ متفق عليه.

 

كما أنَّ الميت يموتُ فلا يتبعه إلا العدد القليل، وربما لم يتبعه إلا مَن عُيِّنَ لتجهيزه من أجل الوظيفة، ولا شكَّ أنَّ هذا خطر عظيم على الأمَّة، مع الزهد في الخير يُخشَى من عُقوبة هذا التكاسل والتساهُل.

 

ففي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن شَهِدَ الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومَن شَهِدَها حتى تُدفَن فله قيراطان))، 

قيل: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين العظيمين))؛ متفق عليه.

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن اتَّبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها، فإنَّه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد، ومَن صلَّى عليها ثم رجع قبل أنْ تُدفَن فإنه يرجع بقيراط))3. رواه البخاري.

 

فيا عِباد الله:

لا تزهَدوا في هذا الخير الكثير، واتَّقوا الله في أنفُسكم، وفي إهمال ما وجب عليكم، فالدنيا مزرعة لعمل الآخرة، فلا تهملوا بذر الحبوب في أوقاتها، فتندَمُوا عند الحصاد، الواحد منكم لو علم أنَّه يكسب عشرين ريالاً في مائة ريال لركب الأخطار، وتحمَّل المشاقَّ لكسب عشرين ريالاً، ولو لم يتحقَّق ذلك، فما الذي سهَّل المشاق لكسب عشرين ريالاً من حُطام الدنيا الفانية، وصعَّب العمل القليل لكسب قيراطين مثل الجبلين العظيمين؟ لا شكَّ أنَّ ذلك من الشيطان، عدوك الذي يريد أن يوردك المهالك.

 

فيا عِباد الله:

انتَبِهوا لأنفسكم، ولا تُفرِّطوا في الفضائل، وتضيِّعوا الأوقات في الجمْع والانشغال عمَّا خُلِقتم له، واعلَموا أنَّ أعمال الآخرة سهلة، وثوابها كثير، وباقية وستحتاجون إليها في وقتٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون، وإنَّ أعمال الدنيا عناء وشقاء، وليس لكم ممَّا تجمَعون إلا ما أنفَقتُم في طُرقِه المشروعة، وما بقي لغيركم فحسابُه عليكم، وثمره لغيركم، فلا تُهمِلوا وتُفرِّطوا في أوقات الغرس والبذر؛ لما يعود عليكم بخيري الدنيا والآخِرة، فالسعيد مَن وفَّقه مولاه للعمل بما يَرضاه، والشقيُّ من أتْبَع نفسه هواها، وأضاع أوامر الله، وارتكب محارمه، ولم يُفِقْ حتى أُخِذَ على غرَّة، والعاقل الناصح لنفسه مَن يُحاسِبها قبل أنْ تُحاسَب، الكيِّس مَن دان نفسَه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأماني.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

قال الله العظيم: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وتاب علّي وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

 

أقول هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

[1] مسلم: [5 - (2162)].

[2] البخاري: (5635) - الفتح: 10 /98، ومسلم: [3 - (2066)] نحوه.

[3] البخاري: (47) - الفتح: 1 /133.

================

حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2162 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162).



أَمَرَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَبْعٍ ونَهَانَا عن سَبْعٍ: أمَرَنَا بعِيَادَةِ المَرِيضِ، واتِّبَاعِ الجِنَازَةِ، وتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وإجَابَةِ الدَّاعِي، وإفْشَاءِ السَّلَامِ، ونَصْرِ المَظْلُومِ، وإبْرَارِ المُقْسِمِ، ونَهَانَا عن خَوَاتِيمِ الذَّهَبِ، وعَنِ الشُّرْبِ في الفِضَّةِ، أوْ قَالَ: آنِيَةِ الفِضَّةِ، وعَنِ المَيَاثِرِ والقَسِّيِّ، وعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ والدِّيبَاجِ والإِسْتَبْرَقِ.

الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 5635 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (2066) باختلاف يسير.

===========

حق المسلم على المسلم 

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

ما ذكر سابقاً :
أيها الأخوة المؤمنون, لا زلنا في موضوع الحقوق، وكما تعلمون أداء الحقوق واجب، أداء الحقوق من العدل والعدل قسري، لكن الإحسان اختياري، فلذلك موضوع الحقوق موضوعٌ مصيري.
تحدثنا -كما تعلمون- عن حقوق الزوجة على زوجها، وعن حقوق الزوج على زوجته، وعن حقوق الأبناء على الآباء، وعن حقوق الآباء على الأبناء، وانتقلنا قبل أسبوعين إلى موضوعٍ جديد, وهو: حقوق المسلم على المسلم.
أي مسلمٍ تلتقي به له حقٌ عليك، وهذا الحق الذي له عليك يصبح عليك واجباً، ومن تعريفات الواجب: أن فاعله يُثاب وتاركه يُعاقب، ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه، هذا هو الواجب، فلذلك موضوع الحقوق موضوعٌ مصيري وموضوعٌ خطير تتعلق به سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، تحدثنا عن هذه الحقوق عن حقٍ واحد هو حق النصيحة، إن أخاك المسلم له عليك حق النصيحة، وواجبٌ عليك أن تشير عليه ما أنت صانعٌ لنفسك في كل مجالات الحياة، وما لم تكن كذلك فلست مسلماً.

المقال التالي :من حقوق المسلم على المسلم :


الآن ننتقل إلى حقٍ آخر من حقوق المسلم على المسلم: إن هذا الحق هو إجابة الدعوة،[بمطلق الاجابة ومطلق الدعوة كما اشرنا قي قليل ] أخوك دعاك، له حقٌ عليك أن تجيب دعوته، وواجبٌ عليك أن تلبي هذه الدعوة، فإجابة الدعوة حقٌ واجبٌ على المسلم لأخيه المسلم، لماذا؟ لأنها تحقق معنى الأُخوة، والأُخوة من معانيها المساواة، والله سبحانه وتعالى يقول:

﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾

[سورة الحجرات الآية: 10]

من لوازم الأخوة في الله، من لوازم الأخوة في الدين، من لوازم الأخوة في الإسلام: أن تجيب دعوة أخيك في شتى المناسبات، وتلبية الدعوة -أيها الأخوة- إجابة الدعوة تحقق الأخوة وتزيد في الود وتصفِّي النفوس فيما بينها.

الإسلام حث عليها واعتبر الممتنع عنها عاصياً، عد الإسلام الممتنع عن تلبية الدعوة عاصياً، والدليل:
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: ((قال عليه الصلاة والسلام: ست خصالٌ واجبةٌ للمسلم على المسلم, من ترك شيئاً منهن فقد ترك حقاً واجباً: يجيبه إذا دعاه، وإذا لقيه أن يسلِّم عليه، وإذا عطس أن يشمِّته، وإذا مرض أن يعوده، وإذا استنصحه أن ينصح له)) قلت المدون هذا هو الحد الادني مع وجوباطلاق المعني وعدم تقييده

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:

((لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ: يَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ, وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ, وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ{ مطلق الدعوة ومطلق الاجابة}, وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ, وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ, وَيَنْصَحُ لَهُ إِذَا غَابَ أَوْ شَهِدَ))

[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي والنسائي في سننهم]

ويعنينا من هذا الحديث الفقرة الأولى: يجيبه إذا دعاه.
طبعاً يوجد أحاديث أُخرى بروايات أُخرى, تشير إلى حقٍ سادس: ألا وهو إذا مات أن يتبعه؛ أي أن يشيعه.

إشارة لطيفة في هذا الحديث :

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ, فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَك)) [أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه]

في هذا الحديث إشارةٌ لطيفةٌ جداً إلى أن المراد من هذه الدعوة اللقاء، هذا الذي لا يجيب الدعوة, لأنه يعاني من حميةٍ قاسية, كأن هذا الكلام يضمِّن أن الدعوة من أجل أن يأكل ويشرب، الحديثٌ دقيقٌ جداً: أن تأكل عند أخيك وأن تشرب شيئاً ثانوياً، ولكن الشيء الأساسي هو أن تلتقي به، هذا اللقاء يضمن المودة والمحبة والأُلفة والتفاهم، هناك بعض الأشخاص يبنون قصوراً من الأوهام إذا تم اللقاء والتواصل, ذابت هذه القصور من المشكلات ومن التصورات ومن الآلام ومن الغضب، فيبدو أن اللقاء شيءٌ مهمٌ جداً في علاقات الأُخوة الإسلامية:

((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ, فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَك))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه]
ليس شرطاً أن تأكل؛ أنت صائم، أنت في حميةٍ شديدة، لقد تناولت طعام الغداء، فتقول: يا أخي حسبوها علي، هذه حسبوها عليك ولم يحسبوها، العبرة أن تلتقي بأخيك، وأخوك حينما يدعوك معنى هذا أنه يحبُّك، ومعنى هذا أنه يتمنى أن تكون عنده في البيت، معنى هذا أنه يتمنى أن يلتقي بك، فاللقاء هو الأصل.

حديثٌ آخر: عن ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ:

((عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُجِبْ عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ{ قلت المدون يدخل في معني نحوه كل ما هو دعوة}))

فالآن أكثر الدعوات في عقود القِران؛ أي أن الإنسان حينما يزوج ابنه ويرسل هذه البطاقات إلى أخوانه المؤمنين, يتمنى أن يكونوا في هذا الاحتفال، وقد يكون في هذا الاحتفال خيرٌ كبير؛ ككلمةٌ تلقى أو نشيدٌ ينشد، أو مدحٌ للنبي عليه الصلاة والسلام.

احذر من هذه الدعوة :

وهذا الحديث الآخر رواه مسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِي اللَّه عَنْه-, أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

((شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ, وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))

أي أنك إذا اخترت من المدعوين أُولي الغنى والوجاهة والشأن في المجتمع، وأهملت المؤمنين الصادقين الذين تقع مرتبتهم أحياناً في الدرجة الثانية في المجتمع، إن فعلت هذا فهذه الدعوة شرُّ أنواع الدعوات، كيف؟ عليك أن تذيب الفوارق بين المجتمع، لك أقارب، لك أخوة، لك أصدقاء، لك أخوان في الله عزَّ وجل اُدعهم جميعاً، ولا تجعل أساس الدعوة الغنى، ولا أساس الدعوة الوجاهة، ولا أساس الدعوة علوً المرتبة الاجتماعية، ليس هذا من شأن المؤمن أبداً، المؤمن أخو المؤمن:

 
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره.

 
قلت المدون لا يحتوي حديث حق المسلم علي المسلم ستة علي كل الحقوق بل هناك حقوق سالبة وحقوق موجبة اما الموجبة 

1.{كل ما جاء هنا في حديث الحقوق الستة }

2.يضاف اليها ما يستخرج من عموم حق المسلم من احاديث الوعيد ك 

1.كعدم إيذائه 

2.وعدم تسليمه للعدو

3.وعدم ظلمه

4. وعدم احتقاره

5.وعدم هجره فوق ثلات   ليالي

6. والانتها عن غشه او  قتاله او رع السلاح عليه او ووو  

6. وكل سوالب الحق الباقية التي نبه عنها الكتاب والسنة

 ---

فيكفي ألا تدعوه إلى هذا الغذاء, لأنه من الدرجة الثانية, لأن لباسه وسط، أنا داعي علية القوم وهذا يفسد الحفلة، إذاً لست مسلماً أنت:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِي اللَّهم عَنْهم- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:

((شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ, وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))

ما ينبغي على المؤمن أن لا يفعله :

لاتتطفل فتأتي إلى الوليمة بلا دعوة
حديثٌ سادس:
وعن عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُمَرَ, قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

((مَنْ دُعِيَ فَلَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ, وَمَنْ دَخَلَ عَلَى

 غَيْرِ دَعْوَةٍ دَخَلَ سَارِقًا وَخَرَجَ مُغِيرًا))

فالمؤمن ما لم يدعَ فلا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه، ولا ينبغي للمؤمن أن يذهب بلا دعوة، أحياناً دعاك وحدك فجئت مع خمسة أولاد، هو لم يهيئ نفسه لخمسة أولاد، المكان محدود, والكراسي محدودة, والطعام محدود، واختارك من بين مجموعة فدعاك, فجئت مع أولادك كلهم، هذا ليس من أخلاق المسلم، أما إذا سمى أولادك واحداً واحداً بأسمائهم، أو أعطاك بطاقاتٍ خاصةً لهم, عندئذٍ الأمر طبيعي.

ما الحكم الشرعي في إجابة الدعوة؟ :

الآن نريد الحكم الشرعي في إجابة الدعوة: لا شك أن هذه الأحاديث التي بين أيديكم ، هذه الأحاديث الستُ التي تلوتها على مسامعكم: كلُّها تؤكد أن تلبي دعوة أخيك، لكنكم تعلمون أن الأمر في القرآن والسنة, إما أن يكون أمر وجوب, وإما أن يكون أمر ندبٍ، وإما أن يكون أمر إباحةٍ, وإما أن يكون أمر تهديد؛ أمر الوجوب:

﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾

[سورة الروم الآية: 31]

أمر الإباحة:

﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾

[سورة البقرة الآية: 187]

أي مباحٌ لكم الطعام لأن هذا أمر إباحة، أما أمر الندب:

﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾

[سورة النور الآية: 32]

أمر التهديد:

﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾

[سورة الكهف الآية: 29]

﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾

[سورة الأنبياء الآية: 37]

فيا ترى هذه الأوامر التي وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في إجابة الدعوة: هل هي أمر وجوب أم أمر ندب أم أمر إباحة أم أمر تهديد؟ .
الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في شرح صحيح مسلم يقول: لا خلاف أن المؤمن مأمورٌ بإجابة الدعوة.
ولكن هل هو أمر إجابٍ أو ندبٍ؟ هنا الخلاف، هناك خلافٌ بين العلماء, هل الأمر أمر إيجاب أم ندب؟ عند السادة الشافعية هو فرض عين؛ إذا قام به البعض يسقط عن الكل، أي على كل مدعوٍ أن يلبي الدعوة، ولكن يسقط هذا الواجب إذا كان له عُذرٌ شرعي، عذر أي مسافر أو مريض.
بعضهم قال: وفرض كفاية.
بعضهم قال: أنه مندوب في وليمة العرس.
إلا أن العلماء اتفقوا على وجوب الإجابة في وليمة العرس، واختلفوا في سواها، وفي سواها أيضاً بين من يرى أنها واجبةٌ ومندوبة.
على كلٍ؛ الملخص: إن إجابة الدعوة بين أن تكون فرض كفايةٍ, وبين أن تكون فرض عين، وبين أن تكون واجبةً وجوب إيجاب، وبين أن تكون واجبة وجوب ندب، تتراوح أحكام إجابة الدعوة بين هذه النقاط الأربعة.

إذا دعي الإنسان من زميل له كتابي :

الآن يوجد عندنا سؤال دقيق، إذا دعي الإنسان من زميلٍ له كتابي -أي من أهل الكتاب-: ما رأي الشرع الشريف في إجابة مثل هذه الدعوة؟.
قال العلماء: تجب هذه الإجابة لعموم الحكم الشرعي.
يجب عليك أن تجيب دعوة هذا الكتابي الذي دعاك إلى وليمة.
وقال بعضهم: إذا كان في هذه الوليمة منكرٌ, وبإمكانك أن تزيل هذا المنكر فلبِّ الدعوة، وإن لم يكن بإمكانك أن تزيل هذا المنكر, فلا عليك ألا تلبي الدعوة.
إذا كان هناك اختلاط، أو يوجد تماثيل، إذا يوجد فيه غناء, أو أي شيء لا يرضي الله عزّ وجل, فإذا كان بإمكانك أن تزيل هذا المنكر فلب الدعوة، وإن لم يكن بالإمكان ذلك لا عليك ألا تلبي هذه الدعوة.
بعضهم قال: إذا قال لك الداعي: أمرني فلان أن أدعوك أنت بالذات، فعليك أن تجيب، أما إذا قال: أمرني فلان أن أدعو من أشاء وها أنذا قد دعوتك، في مثل هذه الحالة لا عليك ألا تجيب.
يعني ترون من هذا الحكم: أنك إذا ذهبت إلى هذه الدعوة, ولم يكن فيها منكرات، ولم يكن فيها معاص، ولم يكن فيها اختلاط، ولم يكن فيها شرب خمر، ولم تكن فيها مخالفاتٌ شرعية، وبإمكانك أن تلبي هذه الدعوة من دون أن يُمَس دينك إطلاقاً فيجب أن تلبيها، أما إذا كان هناك منكرات وليس بالإمكان أن تزيلها، وليس بالإمكان أن تأمر بالمعروف ولا أن تنهى عن المنكر، فيجب عليك ألا تلبي هذه الدعوة، هذا هو الحكم الشرعي.

ما هي الأعذار التي يمكن أن تسقط واجب إجابة الدعوة؟ :

قلنا: إن إجابة الدعوة فرض عين لا تسقط إلا بعذر.
ما هي الأعذار التي يمكن أن تسقط واجب إجابة الدعوة؟.
قالوا: هي أعذار من يمتنع عن الصلاة في المسجد، فإذا كان مريضاً، أو يقوم بشأن مريض، أو كان يجهِّز ميتاً، أو يقوم بإطفاء حريق، أو يخاف ضياع ماله، أو في طريقه من يؤذيه، هذه الأعذار تكون أعذاراً مقبولةً إذا دُعي الإنسان ولم يلبِّ الدعوة.

نقطة هامة :

يوجد نقطة ثالثة: وهي أن هناك بعض الأعراس تستمر أياماً ثلاثة، فإذا كانت الوليمة ثلاثة أيام فدعيت في اليوم الأول وجب عليك الإجابة، فإذا دعيت في اليوم الثاني لم تجب عليك الإجابة، ولكن يُستحب أن تجيب هذه الدعوة، فإذا دعيت في اليوم الثالث ليس لك أن تجيب هذه الدعوة, هكذا قال عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث الشريفة, الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي, قال:

((الْوَلِيمَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ وَالثَّانِيَ مَعْرُوفٌ وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ سُمْعَةٌ وَرِيَاءٌ))

مشكلة :

الآن يوجد عندنا مشكلة: أحياناً الإنسان يُدعى من جهتين, أغلب الظن أن الإنسان يختار الأوجه, يقول لك: هذه أدسم، هذا أوجه، فهنا يوجد عندنا حكم شرعي دقيق جداً، هذا الحكم يُزيل كل مشكلة، يُزيل كل التباس.
مثلاً: إذا دعاك اثنان إلى وليمتين، فإن سبق أحدهما قُدِم الأول لسبقه، دعاك إنسان على طعام متواضع جداً في مكان بعيد، بعد نصف ساعة جاءك إنسان من وجهاء المجتمع يدعوك إلى طعام نفيس، ويوجد حضور من المستوى الرفيع، أنت كمسلم يجب أن تلبي الداعي الأول لسبقه، وهذا هو الحكم الشرعي، وتعتذر للثاني، أما إذا دعواك في وقتٍ واحد.
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:

((إِذَا اجْتَمَعَ الدَّاعِيَانِ فَأَجِبْ أَقْرَبَهُمَا بَابًا, فَإِنَّ أَقْرَبَهُمَا بَابًا أَقْرَبُهُمَا جِوَارًا, فَإِذَا سَبَقَ أَحَدُهُمَا فَأَجِبِ الَّذِي سَبَقَ))

هكذا علمنا النبي عليه الصلاة والسلام، ويوجد عندنا: إذا تساويا في الوقت وفي القرب أجب أقربهما رحماً، أي دعواك في وقت واحد والبيتان في مسافة واحدة, فأجب أقربهما رحماً.

ما حكم من دعي إلى موضع فيه منكر من زمر أو خمر؟ :

الآن: من دُعي إلى موضعٍ فيه منكر من زَمْرٍ أو خمرٍ, فإن قدر على إزالته لزمه أن يحضر لوجوب الإجابة لإزالة المنكر، ومن لم يقدر لم يحضر، فقد نهى أن يجلس الرجل على مائدة تدار فيها الخمر, لما روي عَنْ جَابِرٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ, وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ, وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالْخَمْرِ))

يقول لك: أخي أنا والله لم أشرب, لا يكفي، فقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أن يجلس على مائدةٍ تدار عليها الخمر.
أيضاً: إذا وجد مكان فيه تماثيل وصور لا ترضي الله عزّ وجل هذه كلها منكرات، لكن بعض العلماء أجاز إذا كانت الصورة ليست كاملة أو كانت في مكان مُهان كالأرض أو التُكأة، هذا مما تساهل به العلماء، أحياناً يكون سجادة عليها صورة، ما دامت سجادة ويُداس عليها فهذه الصورة ليست للتعظيم، ما دامت على مُتكأ، ما دامت ليست كاملة أي جزئية، أما إذا وجدت صورة كاملة معلقة على الحائط أو تمثال, فهذا مما يجعل المؤمن في حرجٍ من أن يكون في هذا المكان.

المقال التالي ما حكم من دعي إلى وليمة وهو صائم؟ :

الآن: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:

((إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلى الطعام فَلْيُجِبْ, فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَطْعَمْ, وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود والترمذي في سننهما]
دعاك وأنت صائم لكنك صائمٌ صيام فرض، صيام الفرض شيء وصيام النفل شيء آخر، ما دمت صائماً صيام فرضٍ يجب أن تلبي وتصلي، أما إذا كنت صائماً صيام نفلٍ, النبي -عليه الصلاة والسلام- استحب لك أن تفطر إكراماً لأخيك، أخوك دعاك وتكلف لك, وتقول: إني صائم!! فإكراماً له أن تفطر.
فعَنْ جَابِرٍ قَالَ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ, فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ))

[أخرجه مسلم في الصحيح, وأبو داود في سننه]

ليس القصد أن تأكل, إنما القصد أن تكون عند أخيك، ربما كان وجودك في بيت أخيك يُدخل على قلبه السرور، يوجد أشخاص محميين، يوجد أشخاص عندهم نظام قاسٍ في الغذاء، يوجد أشخاص عندهم أمراض في جهاز الهضم، يوجد أشخاص لهم طعام خاص، يوجد أشخاص يؤثرون عدم تناول الطعام إلا بشكل معين، فهذا إذا دعي يجب أن يلبي من دون أن يُحْرَج.
المستحب لمن دعي إلى طعام وانتهى من الطعام أن يدعو لصاحب الطعام.
عن عبد الله بن الزبير, قال:

((أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ, فَقَالَ: أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ, وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ, وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ))

[أخرجه ابن ماجه في سننه]

يوجد أناس يقولون: وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ إلا جبريل، فهو يريد كأس من الشاي، وصلى عليكم الملائكة الأطهار إلا جبريل، أما الدعاء النبوي:

((أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ, وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ, وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ))

هذا كلام جميل إذا إنسان دعي إلى طعام، وانتهى من الطعام، يقول: دائماً يا سيدي, أنت قل له كما قال النبي:

((أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ, وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ, وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ الأخيار, وذكركم الله فيمن عنده))

من آداب إجابة الدعوة :

1-ألا يميز الغنى بالإجابة عن الفقير :

الآن: من آداب إجابة الدعوة كما جاء في الإحياء: هناك آدابٌ خمس؛ أول أدب: ألا يميز الغنى بالإجابة عن الفقير.
من آداب إجابة الدعوة: أن تجيب دعوة أي إنسان، أي أخ مؤمن، أي أخ مسلم، ألا تميز بين الغني والفقير، التميز بين الغني والفقير نوعٌ من التكبر.

انظر الى هذا الموقف لسيدنا الحسن بن علي :

سيدنا الحسن بن علي -رضي الله عنهما- مر بقومٍ من المساكين الذين يَسألون الناس على قارعة الطريق، وقد نشروا كِسراً -أي خبزاً يابساً فقط- على الأرض في الرمل وهم يأكلون، وهو على بغلته, فسلم عليهم, فقالوا له: هَلُمَّ إلى الغداء يا بن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: نعم, إن الله لا يحب المستكبرين، فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلم عليهم وركب، بعد أن ركب, قال: قد أجبت دعوتكم فأجيبوني، قالوا: نعم، فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا, فقدَّم لهم فاخر الطعام، وجلس يأكل معهم.

هذا ما كان يصنعه أحد العلماء في الشام :

سمعت عن أحد العلماء في الشام في زمن سابق: أنه كان إذا دعا كبراء القوم، علية القوم، وجهاء القوم، قدَّم لهم طعاماً خشناً, وكان يقول: والله هذا الطعام يحبونه لأنهم لا يأكلونه أبداً، فإذا دعا الفقراء قدم لهم طعاماً نفيساً، ويقول: هذا الطعام يحبونه.
أحياناً الواحد يدعى إلى طعام خشن، وحياته كلها من مستوى عال, فيرى هذا الطعام طيباً لأنه قلَّ ما يأكله.

قف عند هذا الكلام للسادة الصوفيين :

بعض السادة الصوفية يقولون: لا تجب إلا دعوة من يرى أنك أكلت رزقك.
إذا دعاك أحد, وهو موحد, ويرى أن هذا الرزق الذي أكلته هو رزقك، مقسومٌ لك، هذا الإنسان تُجاب دعوته، لأن الضيف يأتي برزقه ويرحل بذنوب القوم.
ويقول بعضهم: لا تجب إلا من إذا أطعمك كأنه سلَّم لك وديعةٌ كانت عنده.
كأنه لك عنده أمانة سلمك إياها, لا تجب إلا دعوة من يرى لك الفضل عليه في قبول هذه الدعوة، يعني ليس هو قد تفضل عليك, بل يرى أنك تفضلت عليه بقبول هذه الدعوة، يعني سمح لك أن تكسب عند الله أجراً، هذه معان راقية جداً.
أحد السادة الصوفيين يقول: آهٍ على لقمةٍ ليس على الله فيها تبعة ولا لمخلوقٍ فيها.
-أي إن أطيب لقمة ليس فيها تبعة عند الله ليس فيها مسؤولية، وليس لمخلوقٍ فيها منة، لا تبعة ولا منة.
قال-: فإذا علم المدعو أنه لا منة في ذلك فلا ينبغي أن يرد.

عقوبة :

أحد الرجال اسمه أبو تراب -رحمه الله تعالى- قال: عُرض علي طعامٌ فامتنعت، فابتليت بالجوع أربعة عشر يوماً.
-كان جوعان، عرض عليه طعام امتنع؛ أي أنت جائع وأخوك أحب أن يكرمك وقدم لك طعاماً، لماذا التكبر؟ وتقول له: ليس بنفسي رغبة, لست جائعاً, لماذا؟ هو أراد أن يكرمك اقبل كرامته.
فهذا أدبه الله عزَّ وجل, ابتلاه بالجوع أربعة عشر يوماً- قال: عرض علي طعامٌ فامتنعت منه، فابتليت بالجوع أربعة عشر يوماً, فعلمت أنه عقوبة.

2-لا ينبغي أن تمتنع عن إجابة الدعوة لبعد المسافة :

الشيء الآخر قال: لا ينبغي أن تمتنع عن إجابة الدعوة لبعد المسافة -هذا ليس من أخلاق المؤمن- كما لا تمتنع عن إجابة الدعوة لفقر الداعي وعدم جاهه، بل كل مسافةٍ يمكن احتمالها في العادة لا ينبغي أن يمتنع عنها الإنسان.
يوجد دعوات غير معقولة، يقول لك: على حدود تركيا مثلاً، هذه تحتاج لثلاثة أيام، تعال تغدى عندنا، هذه غير معقولة، أما خارج دمشق أو حوالي دمشق, أحب إنساناً أن يكرمك, المفروض أن تلبي الدعوة.
فعن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال:

((لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ بالغنيم لأَجَبْتُ))

الكراع مآدم، والغنيم؛ أي خارج المدينة.
ومن كان صائماً نفلاً, فإن كان يسرُّ أخاه إفطاره فليفطر، وليحتسب إفطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه.
النبي -عليه الصلاة والسلام- كان مع بعض أصحابه, وهناك أخ دعاهم, قال له:

((أخوك دعاك وتكلَّف لك, وتقول: إني صائم))

ليس هذا من أخلاق المؤمن.

3-أن تمتنع عن إجابة دعوة الطعام فيها مشبوه :
من آداب إجابة الدعوة: أن تمتنع عن إجابة دعوةٍ الطعام فيها مشبوه.
تعرف إنساناً ماله كلّه حرام، هنا يوجد مشكلة، أو يوجد منكرات، أو يوجد مخالفات، أو يوجد معاص، أو يوجد شيء لا يرضي الله عزَّ وجل، يوجد مزامير, يوجد ملاه، اختلاط، هزل، لعب، كذب، نميمة, غيبة، هذه الدعوات لا تبال بها إطلاقاً، أنت مؤمن طاهر، يجب أن تلبي دعوةً نظيفة؛ فيها طهر، فيها تقوى، فيها ورع، فيها خوف من الله عزَّ وجل، لذلك النبي هكذا نصحنا.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:

((لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا, وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِي))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

4-ألا يقصد من إجابة الدعوة قضاء شهوة البطن :

قال: الأدب الرابع: ألا يقصد من إجابة الدعوة قضاء شهوة البطن.
أخي فلان نريد أن نذهب عنده لأن أكلاته طيبون، فلان عنده أكل مرتب، فلان دعوة دسمة غميقة، هذا كلام كلّه كلام العوام، كأنك بهذه الدعوة تريد أن تقضي شهوة بطنك، فليس هذا من أخلاق المؤمن. ما النية إذاً؟.
النية: أن تجيب هذه الدعوة إكراماً لأخيك المؤمن, لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-:

((من أكرم أخاه المؤمن فكأنما أكرم ربه))

في حديث آخر:

((من سرَّ مؤمناً فقد سرَّ الله عزَّ وجل))

من آداب الحضور لمنزل الداعي :

وفي درسٍ آخر إن شاء الله تعالى يوجد موضوع قصير جداً, آداب الحضور لمنزل الداعي، من آداب الحضور: أنه من التواضع لله عزَّ وجل: الرضا بالدون من المجلس.
دخلت هناك كراسي منجدة, وهناك كراسي غير منجدة، وأنت متأخر نصف ساعة، وجدت كرسياً من الدرجة الثانية، إذا أنت كبير ولو كان لك شأن.
من آداب المسلم أن تجلس حيث ينتهي بك المجلس, وإلا أحرجت صاحب الدعوة.
أحياناً يكون في كنباة وفي كراسي، أحياناً في صدر وأحياناً في ناحية الباب، وأنت متأخر, اجلس في أي مكان ولا تنزعج، هناك شخص يقول: لم يعرفوا قدري، لم يعرفوا مكانتي, من آداب المسلم أن يجلس حيث ينتهي به المجلس، هذا الأدب الأول في إجابة الدعوة, فإن من التواضع لله عزَّ وجل الرضا بالدون من المجلس.

5-ألا تجلس مقابل باب يمكن أن يرى منه النساء :

من آداب إجابة الدعوة أيضاً: ألا تجلس مقابل باب يمكن أن يرى منه النساء، دائماً في غرفة الضيوف اختر مكاناً ليس مواجهاً للباب, هكذا أدب المؤمن, يكون الباب في جهة والكنباة بهذه الجهة، وأنت وجهك إلى الحائط لئلا يكون هناك خطأ، هذا أدب ثانٍ.

6-ألا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام :

لا تكن شرها
أحياناً: الطعام دخل عينه مالت عليه، كلما دخل صحن ينظر إليه، هل يوجد شيء ثان؟ هذا ليس من أدب إجابة الدعوة، ألا يكثر النظر إلى الموضع الذي يخرج منه الطعام فإنه دليل الشراهة.

7-التعريف بالمدعوين :

وإذا كان جلس إلى جانبه أخوين مدعوين, عليه أن يسلم عليهم، ولا يكون كل همه وعقله بالطعام، وأن يسألهم عن حالهم، وإذا دخل ضيفٌ للبيت فليعرفه صاحب المنزل عند الدخول.
أحياناً تدعى دعوة فتجلس وأنت لا تعرف أحداً, تقول: من هذا يا ترى؟ كلهم صامتون, هذا ليس من أخلاق المسلم، المسلم يقول: فلان ابن عمي، فلان صهري، فلان أخي، فلان زميلي بالعمل، فلان شريكي، أخ كريم، فلان جارنا، فلان طبيب، هذا صاحب معمل، هذا تاجر، هذا أخ كريم، هذا موظف، أي أنه يعرف مهنته ويعرف مكانته لكي تنشأ المودة، ولا يكون الهدف الأكل, فالتعريف أيضاً ضروري.

8-غسل اليدين قبل الطعام وبعده :
أيضاً: غسل اليدين قبل الطعام وبعده من سنة النبي -عليه الصلاة والسلام:
بركة الطعام الوضوء قبله وبعد.
فصاحب الطعام يجب أن يغسل يديه قبل كل واحد، في بداية الطعام وآخرهم بعد نهاية الطعام، هكذا الأدب.

بعضهم قال: من دعانا فأبينا فله الفضل علينا، وإذا نحن أجبنا رجع الفضل إلينا:

لا تكـن ضيفاً ثقيلاً يكره الناس لقاءك
فعسـاه مستمداً لك من قـومٍ عشاءك
وعساه مستعيراً لك من جارك غطاءك
إن في الفندق مأواك وفي السوق غذائك
رُبَّ من يلـقاك هشاً كسر الزير وراءك

أنت أحياناً شخص دعاك، فرأساً إليه, طول بالك عليه، دعاك رأساً لا يوجد عنده مكان للنوم، عنده غرفتين له ولأهله ولأولاده، فإن قال لك: أخي هل تريد أن تناموا عندنا؟ فتجيبه: نعم والله.

 

من صفات المؤمن :

بعضهم قال:

قم إذا ما الضيف جاءك وامنح الضيف غذاءك
وأجل من وجــهك مر آةً يـرى فيها صفاءك
إن يهُن عــندك ضيفٌ يكــن الهون جزاءك

أي أن من صفات المؤمن إكرام الضيف.

=================

حق المسلم على المسلم ست 

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). الهدايات: 1- حقوق المسلم كثيرة، وهذه الست مما هو مؤكد أو ينبغي الاهتمام بها. 2- في الحديث أن الإسلام دينٌ شمولي، وأن من سماته المحبة والتآلف بين المسلمين. 3- السلام من محاسن الإسلام ومن أسباب المحبة. 4- وجوب إجابة الدعوة لما فيها من إكرام الداعي وجلب المودة والألفة. 5- وجوبُ الإخلاصِ في النصيحة للمُستنصحِ وعدمُ الغُش فيه، ويُستحب النصيحة إذا لم يطلب. 6- من فوائد التشميت تحصيل المودة والتآلف بين المسلمين. 7- وجوب تشميت العاطس إذا حمد الله. 8- الجمهور على أن زيارة المريض مستحبة، وما ورد بالأمر محولٌ على الترغيب فيها، وقيل واجبة "البخاري"، وقيل: واجب كفائي، واختاره شيخ الإسلام. 9- أهمية جبر الخواطر والشعور بآلام وأحوال الآخرين. 10- الترغيب بكل ما يؤلف بين قلوب المسلمين. ______________________________________ هدايات من بلوغ المرام | كتاب الجامع - باب الأدب

رابط المادة: http://iswy.co/e2ekm2

 

 

===========

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله على نعمة التوفيق للطاعة وأداء الحقوق، أحمده -سبحانه- وأشكره، حَفِظَ عبادَه الصالحين من الزلل والفسوق، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، نصر أهل الحق وجعل الباطل إلى زهوق، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، دعا إلى مكارم الأخلاق، وحذَّر من العقوق، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما أقبل فجر وتزيَّنت شمس للشروق.

 

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي زاد لمن أراد الزاد، وهي النجاة لمن يروم النجاة، وهي سُلَّمُ الرُّقُيِّ إلى الدرجات العلا.

 

في ظل الشواغل وسيل المادية الجارف يغفُل المسلمُ عن بعض الحقوق، وبناء العلاقات الاجتماعية، وقد ينسى أو يتناسى على أمل العودة والتصحيح لمسار حياته وعلاقاته، فتمر السنون وتتوالى أيام العمر فتزيد الفجوة وتعظُم الجفوة، وتغشى الحياةَ مشاعرُ جافَّةٌ، وعواطف قاسية، اعتنى الإسلام بالعلاقات الاجتماعية، ورتَّب عليها أجرًا يُحَفِّز على المبادرة؛ لتتآلف القلوب، وتتوثق الروابط، وتُلبى الحاجات، ويتطبع أفراد المجتمع بمكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، ويثقل الميزان، وتُرفع الدرجات.

 

وإذا أديت الحقوق، وقويت العلاقات اشتد ساعدُ المجتمع وقوي عودُه وتمسَّك بنيانُه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيتَه فَسَلِّمْ عليه، وإذا دعاكَ فأَجِبْه، وإذا استنصحَكَ فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشَمِّتْه، وإذا مَرِضَ فَعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعْه".

 

حديث عظيم يفتح آفاق التقارب والتوادد ويبثُّ في الحياة الروحَ، قال الله -تعالى-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الْأَنْفَالِ: 63]، أولُ حقوق المسلم على المسلم كلمةُ المحبة والوئام، تحية أهل الجنة السلام، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَوَلَا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتُموه تحاببتُم؟ أفشُوا السلامَ بينَكم".

 

السلام مفتاح المحبة للقلوب، ومفتاح الاستئذان على كل باب، يغذِّي الحياةَ بالبركة والنماء والزيادة، قال الله -تعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)[النُّورِ: 61]، السلام رسالة أمان، وعلامة أهل الإيمان، مَنْ عَرَفَ معناه وقدرَه، وعاش حقيقتَه وفضلَه، طَهُرَتْ نفسُه، وتهذَّب سلوكُه، وسما مجتمعُه دِينًا ودُنْيا، قال الله -تعالى-: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمَائِدَةِ: 16].

 

ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم: إجابة دعوته، وحضور وليمته، وتَطْيِيبُ خاطره، ومشاركته فرحتَه، وتبادُلُ الدعواتِ يحقِّق الألفةَ والاجتماعَ، والتزاورَ والالتقاءَ، وفي ظل ذلك تذوب المشكلاتُ ويتجاوز العقلاءُ العتابَ، فتقوى الأواصر، وتذوب الفواصل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعام فليُجِبْ، فإن شاء طَعِمَ، وإن شاء تَرَكَ".

 

وقَدْرُ الوليمةِ لا يُقاس بحجم الإنفاق وشدة التكلُّف، وإنما بتحقيق مقصود التآخي والتواصل بين المسلمين، وأما الإسراف في الولائم فعملٌ غيرُ محمودٍ، تأباه الشريعةُ، وينزع البركةَ، قال الله -تعالى-: (وَكُلُّوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)[الْأَعْرَافِ: 31].

 

الحق الثالث من حقوق المسلم: إسداؤه النصحَ لأخيه برفق ولطف، فالنصح رسالة حُب من المسلم لأخيه؛ لأنه يحبه فهو يرجو له كل خير، ويخشى عليه من كل شر، وللناصح منزلة عَلِيَّةٌ في الدِّين، ومرتبةٌ سَنِيَّةٌ يوم يقوم الناس لرب العالمين، وحين يبذل الناصح النصح فإن الصادق ينشرح للنصيحة صدرُه، ويُنصت لها قلبُه، وتسمو نفسُه بقبولها، ولا يردها بسبب ظن سيئ بالناصح، أو تفسير مغلوط، وقد كان أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- يقول: "رَحِمَ اللهُ امرأً أَهْدَى إلينا عيوبَنا"، وشتان ما بين ناصح محب وموجِّه مُشْفِق ينصح ويستر، وآخَر يتدثَّر بالنصيحة ويجعلها غطاءً لِطَوِيَّة غير سوية، فيلاحق قصور إخوانه تشهيرا، وعيوب رفقائه نشرا، فينتقص هذا ويتَّهم ذاك، ويفري عِرْضَ أولئك.

 

والحق الرابع: تشميت العاطس والدعاء له بالرحمة، وكلٌّ يُسَرُّ بالدعاء، ويتمنَّى الزيادةَ من الرحمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دعوةُ المرءِ المسلم بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَكٌ مُوَكَّل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكَّل به: آمين، ولكَ بمثل".

 

العطاس نعمة ربانية للعبد، تستحق الشكر والحمد، وفي تشميت العاطس والدعاء له، وذِكْر الله إغاظة للشيطان ودَحْر، وأُمِرَ العاطس أن يدعو لسامعه ومُشَمِّته بالمغفرة والهداية وإصلاح البال التي تَعْني صلاحَ شأنه كله.

 

ومن حقوق المسلم على أخيه المسلم: عيادته في مرضه؛ ذلك أن المريض يكابِد ويعاني وقد يطول به المرضُ أسابيعَ وشهورًا، فلا يغمض له جفن، ولا يهدأ له بال، يتضوَّر ألما، ويتقلَّب وجعًا، يتطلع إلى دعوة يكتب الله بها شفاءه، ويرفع بها درجته، وزيارة تخفِّف آلامَه، وكلمة تُؤنسه في أحزانه، ولمسة حانية تُشعره بقرب إخوانه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ عاد مريضًا لم يحضره أجلُه، فقال عندَه سبع مرات: أسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرش العظيم، أن يشفيكَ، إلا عافاه اللهُ".

 

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة: يا ابنَ آدمَ، مرضتُ فلم تعدني، قال: يا ربِّ، كيف أعودكَ وأنتَ ربُّ العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي فلانا مَرِضَ فلم تَعُدْهُ، أما علمتَ أنكَ لو عدتَه لوجدتَني عندَه".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عاد مريضا لم يزل في خُرْفة الجنة، قيل: يا رسول الله، وما خُرْفة الجنة؟ قال: جَنَاهَا".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه منادٍ: أنْ طِبْتَ وطاب ممشاك، وتبوأتَ من الجنة منزلا".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عاد مريضًا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغْتَمَسَ فيها".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتَعَثَ اللهُ سبعينَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عليه في أي ساعات النهار حتى يمسي، وأيِّ ساعات الليل حتى يصبح".

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، حمدا لا منتهى لأمده ولا حدَّ له، أحمد ربي وأشكره، والفضل له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الكرامة والرفعة والشفاعة له، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجهم واقتفى أثرهم، فإن العقبى له.

 

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

 

حين تتأمل الحقوق وتنوُّعها وشمولها ومقاصدها تعلم يقينا أن حق المسلم على أخيه المسلم يستمر حتى عند وفاته، ويمتد بعد مماته؛ باتباع جنازته، والدعاء له، وفي ذلك تكريم له، وإعلاء لشأنه، ورفع لقامته، كما يصوِّر واقعَ الوفاء بين المؤمنين، وهذا مقتضى عقد الأُخُوَّة بينهم، فما أعظم الإسلام دينا، وأشمله منهجا، وأنْفَسَه نعمةً ومغنمًا، دين رقَّى ذوقَ العبد وجماله، وزكَّى فعل المرء ومقاله، وهذَّب سرَّ المسلم وجهاره، إذا مات المسلم يُغَسَّل ويُكَفَّن، ويُصَلَّى عليه، ويُدْعَى له، ويشيَّع إلى قبره، ويدفن بترابه، وتُتعهد القبورُ ألا يصلَ إليها شيء من الامتهان.

 

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنِ اتَّبَعَ جنازةَ مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يُصلى عليها ويُفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أُحُد"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من غسَّل ميتًا فسَتَره سَتَرَه اللهُ من الذنوب، ومَنْ كفَّنه كساه اللهُ من السندس"، وقال: "إذا صليتُم على الميت فأخلِصوا له الدعاء".

 

وعن يزيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: "خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما ورَد البقيعَ فإذا هو بقبر جديد، فسأل عنه فقالوا: فلانة، قال: فعَرَفَها، وقال: ألَا آذنتموني بها؟ قالوا: كنتَ قائلًا صائمًا، فكرهنا أن نؤذيكَ، قال: فلا تفعلوا، لا أعرفنَّ ما مات منكم ميتٌ ما كنتُ بين أظهركم إلا آذنتُموني به؛ فإن صلاتي عليه له رحمة، ثم أتى القبر فصَفَفْنا خلفَه، فكبَّر عليه أربعا".

 

هذا المجتمع -عبادَ الله- الذي يؤدي الحقوقَ طاعةً لله واقتداءً بسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، يشتَدُّ بناؤه، ويعزُّ رجالُه، ولن يجد متربصٌ منفذًا يَبُثُّ منه سمومَه، أو ينخر في بنيانه، أو يقطع وشائج الحُبِّ بين أفراده، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10].

 

ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركتَ على آل إبراهيم، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين ودَمِّرِ اللهم أعداءَكَ أعداءَ الدِّين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.

 

اللهم من أردانا وأراد بلادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأَشْغْلِه بنفسه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاءِ، اللهم مَنْ أردانا وأراد الإسلام والمسلمين وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم مَنْ أردانا وأراد الإسلام والمسلمين وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا رب العالمين.

 

اللهم أعِنَّا ولا تُعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على مَنْ بغى علينا، اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك مخبتين، لك أواهين منيبين، اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا، وثبِّت حجتنا وسدِّد ألسنتنا، واسلل سخيمة قلوبنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلَنَّا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

 

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم، وغلبة الدين وقهر الرجال.

 

اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا وتولَّ أمرنا يا رب العالمين.

 

اللهم وفِّق إمامنا لما تحب وترضى، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي عهده لكل خير يا رب العالمين، وخذ بناصيته للبر والتقوى، يا أرحم الراحمين، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا أرحم الراحمين.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

 

===========

ترتيب حسب الصحة

حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ .

الراوي:أبو هريرة المحدث:البخاري المصدر:صحيح البخاري الجزء أو الصفحة:1240 حكم المحدث:[صحيح]

حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. وفي رواية: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ.

الراوي:أبو هريرة المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2162 حكم المحدث:[صحيح]

حَقُّ المسلِمِ على المسلِمِ ستٌ : إذا لقيتَهُ فَسلِّمْ علَيهِ ، و إذا دَعاكَ فأجِبْهُ ، و إذا استنصَحَكَ فانصَحْ لهُ ، وإذا عَطسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ ، و إذا مَرِضَ فَعُدْهُ ، و إذا ماتَ فاتْبَعْهُ

الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:3151 حكم المحدث:صحيح

حقُّ المسلِمِ على المسلِمِ سِتٌّ إذا لقيتَه فسلِّمْ عليهِ ، و إذا دَعاك فأَجِبْهُ ، و إذا استنصحَكَ فانصَح لهُ و إذا عطَس فحمِدَ اللهَ فشمِّتْه ، و إذا مَرِضَ فعُدْهُ ، و إذا ماتَ فاصحَبْهُ

الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الأدب المفرد الجزء أو الصفحة:762 حكم المحدث:صحيح

حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ.

الراوي:أبو هريرة المحدث:مسلم المصدر:صحيح مسلم الجزء أو الصفحة:2162 حكم المحدث:[صحيح]

حَقُّ المُسلِمِ على المُسلِمِ سِتٌّ. قالوا: وما هُنَّ يا رسولَ اللهِ؟ قال: إذا لقيَكَ فسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأَجِبْه، وإذا استنصَحَكَ فانصَحْ له، وإذا عطَسَ فحمِدَ اللهَ فشَمِّتْه، وإذا مرِضَ فعُدْه، وإذا ماتَ فاصحَبْه.

الراوي:أبو هريرة المحدث:شعيب الأرناؤوط المصدر:تخريج المسند لشعيب الجزء أو الصفحة:9341 حكم المحدث:صحيح

أنَّه جمَعَهم مَرْسًى لهم في مَغزًى لهم مَرْكَبُهم ومَرْكَبُ أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، قال: فلمَّا حضَرَ غَداؤنا أرسَلْنا إلى أبي أيُّوبَ وإلى أهْلِ مَرْكَبِه، فجاء أبو أيُّوبَ، فقال: دَعَوتموني وأنا صائمٌ، وكان عليَّ مِن الحقِّ أنْ أُجِيبَكم؛ وإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: حَقُّ المُسلمِ على المُسلمِ سِتُّ خِصالٍ واجبةٍ، فمَن ترَكَ خَصلةً منها فقد ترَكَ حَقًّا واجبًا، لأخيهِ عليه: أنْ يُجِيبَه إذا دعاهُ، وأنْ يُسَلِّمَ عليه إذا لَقِيَهُ، وأنْ يُشمِّتَه إذا عطَسَ، وأنْ يَنصَحَه إذا اسْتَنصَحَه، وأنْ يَعُودَه إذا مَرِضَ، وأنْ يَتْبَعَ جنازتَه إذا مات. وكان فينا رجُلٌ مزَّاحٌ ورجلٌ يَلِي نَفقاتِنا، فجعَلَ المزَّاحُ يقولُ للَّذي يَلي نَفقاتِنا: جزاكَ اللهُ خيرًا وبِرًّا، فلمَّا أكثَرَ عليه جعَلَ يَغضَبُ...

الراوي:أبو أيوب الأنصاري المحدث:البوصيري المصدر:إتحاف الخيرة المهرة الجزء أو الصفحة:5/513 حكم المحدث:[فيه] عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، وهو ضعيف

حقُّ عليٍّ على المسلمِ كحقِّ الوالدِ على ولدِه

الراوي:علي بن أبي طالب المحدث:ابن القيسراني المصدر:تذكرة الحفاظ الجزء أو الصفحة:179 حكم المحدث:[فيه] عيسى بن عبد الله بن محمد عنده نسخة موضوعة بهذا الإسناد

إنَّ مِن حقِّ إجلالِ اللَّهِ على العبدِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ ورعايةَ القرآنِ لمنِ استرعاهُ

الراوي:عبدالله بن عمر المحدث:ابن الجوزي المصدر:الموضوعات لابن الجوزي الجزء أو الصفحة:1/288 حكم المحدث:لا يصح

الجيرانُ ثلاثةٌ جارٌ له حقٌّ واحدٌ وجارٌ له حقَّانِ وجارٌ له ثلاثةُ حقوقٍ , فالجارُ الذي له ثلاثةُ حقوقٍ الجارُ المسلمُ ذو الرحمِ فله حقُّ الجوارِ وحقُّ الإسلامِ وحقُّ الرحمِ , وأما الذي له حقَّانِ فالجارُ المسلمُ له حقُّ الجوارِ وحقُّ الإسلامِ وأما الذي له حقٌّ واحدٌ فالجارُ المشركُ .

الراوي:جابر بن عبدالله وعبدالله بن عمر المحدث:العراقي المصدر:تخريج الإحياء للعراقي الجزء أو الصفحة:2/265 حكم المحدث:إسناده ضعيف

طاعةُ الإمامِ حقٌّ على المرءِ المسلمِ ؛ ما لم يأمُرْ بمعصيةِ اللهِ ، فإذا أمر بمعصيَةِ اللهِ فلا طاعَةَ لَهُ

الراوي:أبو هريرة المحدث:السيوطي المصدر:الجامع الصغير الجزء أو الصفحة:5228 حكم المحدث:صحيح

طاعةُ الإمامِ حقٌّ على المرءِ المسلمِ ؛ ما لم يأمُرْ بمعصيةِ اللهِ ، فإذا أمر بمعصيَةِ اللهِ فلا طاعَةَ لَهُ

الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:3907 حكم المحدث:حسن

إِنَّ من حَقِّ جَلالِ اللهِ على العبدِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المسلمِ ورعايةَ القرآنِ لِمَنِ اسْتَرْعَاهُ إِيَّاهُ وطاعةَ الإِمامِ القَاسِطِ

الراوي:عبدالله بن عمر المحدث:ابن القيسراني المصدر:تذكرة الحفاظ الجزء أو الصفحة:128 حكم المحدث:[فيه] مسلم بن عطية الفقيمي قال ابن حبان منكر الحديث

إن من أربى الربا الاستطالةُ في عِرضِ المسلمِ بغيرِ حقٍّ.

الراوي:سعيد بن زيد المحدث:ابن باز المصدر:حاشية بلوغ المرام لابن باز الجزء أو الصفحة:500 حكم المحدث:إسناده جيد ورجاله كلهم ثقات

حقُّ المسلمِ . . . إذا لقِيتَه فسلِّمْ عليه وإذا استنصحَك فانصحْ له

الراوي:أبو هريرة المحدث:الألباني المصدر:السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة:5/187 حكم المحدث:صحيح

================

فوائد حديث :( حق المسلم على المسلم ستٌ ... ). حفظ

Your browser does not support the audio element.

الشيخ : من فوائد الحديث: بيان شيء من حقوق المسلم على أخيه وهي ستة أشياء كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هنا.
ومن فوائد الحديث: أن للإنسان حقوقا تثبت للمسلمين بعضهم على بعض، وذلك من أجل روابط الأخوة ووشائج الصلة حتى يكون بعضهم قائمًا بحقوق أخيه فيحصل الالتئام والائتلاف.
ومنها: أن مِن حق المسلم على أخيه: إذا لقيه أن يسلم عليه، وهل هذا الحق واجب أو لا؟
الجواب: ليس بواجب، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الهجر فيما دون ثلاث فقال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ، وعلى هذا فليس ابتداء السلام واجباً ما لم يصل إلى حد الهجر.
ومنها: أنه لا حق لغير المسلم في السلام عليه، لقوله: ( حق المسلم على المسلم ) : ولكن هل يجوز للمسلم أن يبدأ غيره بالسلام؟
الجواب: لا ، لا يجوز للمسلم أن يبدأ غير المسلم بالسلام، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى أن نبدأهم به، فقال: ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ) .
ولكن إذا سلم الكافر وجب الرد عليه لقوله تعالى: (( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )) يعني: على الأقل ردها.
وهل يرد بمثله؟ يعني غير المسلم يرد بمثله أو أكثر أو أقل؟
أما أقل فلا يجوز، وأما مثله فجائز، وأما الزيادة فالأظهر عدم جوازها، لأنه إذا كان لا يجوز الابتداء بالسلام فإن الزيادة بمنزلة الابتداء، لأن فيها زيادة إكرام وتعظيم واحترام، إذن يردُّ عليه بإيش؟
بالمثل.
طيب فإذا قال: السلام عليكم، فقل: عليكم السلام، هذا هو المثل، وأما إذا قال: السام عليكم، فقل: وعليكم، ولا تقل: وعليكم السام، وإن كان قولك: وعليكم السام هو العدل، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( قولوا: وعليكم )، ويحتمل أنه إذا صرح بقوله: السام عليكم أن لك أن تصرح وتقول: عليك السام، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( إن اليهود إذا سلموا قالوا: السام عليكم، فقولوا: وعليكم )، وهذا يدل على أن اقتصار المسلم على ما ليس فيه أذى هو الأولى، لأن هذا من خُلق المسلم إذا قال: السام عليكم تقول: وعليكم.
أما إذا كان لم يصرح أو لم يفصح بقول: السام أو السلام، فالواجب أن يقال: إيش؟
وعليكم، وجوبًا لا يزيد، لا يقول: عليكم السلام ولا وعليكم السلام، لأنه يحتمل أنه قال: السام، ويحتمل أنه قال: السلام، فأنت تقول: وعليكم، إن كان قال السام فعليه السام، وإن كان قال السلام فعليه السلام.
ومن فوائد الحديث: أن مطلق السلام كافي، -أنت معنا- مطلق السلام الحديث: ( إذا لقيته فسلم عليه )، ولم يذكر الصيغة، فهل الأولى أن تقول: سلامٌ عليك، أو السلام عليك، أو سلام عليكم، أو السلام عليكم؟
بمعنى هل الأفضل جمع الكاف أو الأفضل إفرادها، وهل الأفضل التنكير أو التعريف؟
في هذا خلاف بين العلماء، والأظهر: أن الأفضل التعريف مع الإفراد أن تقول: السلام عليك، ويجوز أن تقول: السلام عليكم، إما تعظيمًا له إن كان أهلاً للتعظيم، وإما للإشارة إلى من معه من الملائكة.
ويجوز سلامٌ عليك، أو سلامٌ عليكم بالتنكير، لأنه ورد السلام وورد سلام بالتنكير، واختار فقهاء أصحابنا -رحمهم الله- أن التعريف أفضل، السلام عليكم، وهذا هو الذي جاء في القرآن: (( وَالسَّلَامُ عَلَى مَن اتَّبَعَ الهُدى )). وكان الرسول عليه الصلاة والسلام نعم يقول: ( السلام على من اتبع الهدى )، وقال في زيارة القبور: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ).
ومن ذلك: ( إذا لقيته فسلم عليه ): ظاهر الحديث أن تبدأ بالسلام، ولو كان أكبر منك أو أقل أو أصغر أو أكثر أو أقل، وهذا هو الحق، أن الأفضل أن تبدأ بالسلام حَتّى وإن كان دون منك، لأنه إذا أضاع ما هو حق عليه فلا تُضع أنت السُنة كلها، وإلا فإن الأفضل أن يسلم الصغير على الكبير، والقليل على الكثير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، لكن لو فرض أن واحداً منهم لم يقم بما ينبغي أن يقوم به فلا تدع السُنة، لا تقل: والله الحق عليه هو الذي يسلم، خيرهما الذي يبدأ بالسلام، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
قال : ( وإذا دعاك فأجبه ):
يستفاد من هذا الحديث : أنه إذا دعاك أخوك المسلم فإنك تجيبه، وهل هذا على سبيل الوجوب أو لا؟
نقول: أكثر العلماء على أنه ليس على سبيل الوجوب إلا في وليمة العُرس أول مرة.
واختار بعض العلماء أن ذلك على سبيل الوجوب لظاهر الأمر، ولظاهر كونه حقًا، وإنما قلنا في السلام إنه على سبيل الاستحباب لوجود أدلة تدل على أنه إيش؟ ليس للوجوب.
والأظهر أن الإجابة ليست واجبة إلا في وليمة العُرس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيها: ( ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله ).
وظاهر الحديث: الوجوب مطلقًا لكنه يجب أن يقيد بما دلت عليه النصوص، منها:
أولًا: ألا تعلم أنه دعاك إلى وليمة محرمة، كما لو عرفت أن هذا قاطع طريق يسرق أموال الناس ويأخذ أموال الناس ثم يدعوهم إليها، فهذا لا تجبه ويحرم عليك إجابته.
ثانيًا: ألا تعلم أن في الدعوة منكرًا، فإن علمت أن في الدعوة منكراً نظرنا:
إن كنت تستطيع أن تزيله وجب عليك الحضور لسببين هما:
إجابة الدعوة إذا قلنا بالوجوب. والثاني: إزالة المنكر.
وإن كنت لا تقدر حرُم عليك الإجابة، لأنك لو أجبت إلى دعوة فيها منكر لا تستطيع إزالته وجلست معهم كنت شريكهم في الإثم، بدليل قوله تعالى: (( وَقَدْ نزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )).
( وإذا دعاك فأجبه ) : طيب ظاهر الحديث ( إذا دعاك فأجبه ): أنه لا فرق بين أن يكون الداعي كبيراً أو صغيرًا ما دام يصح أن يتصرف، فإذا دعاك إنسان مراهق يعني قد بلغ وتصرفه صحيح فأجبه ولا مانع.
طيب وإذا دعاك باسم أبيه فهل تجبه ولو كان صغيرًا؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم ، لأنه نائب عن أبيه ، وكثيرًا ما يرسل الإنسان أولاده الصغار إلى جيرانه أو أصحابه ويقول: تفضلوا مثلاً.
ومن فوائد الحديث: وجوب نصيحته إذا استنصحك، يعني إن طلب منك النصح بمشورة أو غير مشورة وجب عليك أن تنصح له، يعني أن تذكر له ما هو الأكمل والأفضل.
فإن تساوى عندك أمران أحدهما فاضل، والثاني أفضل، فالواجب إيش؟
أن تنصح بالأفضل، لا تقصر على أدنى شيء، الواجب أن تنصح بالأفضل.
طيب إذا لم يستنصحك بقوله ولكن استنصحك بفعله، بأن تعلم أن الرجل سيقدم على أمرٍ يضره حاضراً أو مستقبلاً، وأنت تعلم هذا، وتعلم أنه يفرح إذا أهديت إليه النصيحة، فهنا تجب النصيحة أو لا؟
الطالب : نعم .
الشيخ : تجب ، لأن هذا وإن لم يستنصحك بالقول فإنه قد استنصحك بالفعل، ( وإذا استنصحك فانصحه ).
طيب إذا استنصحك فى أمر وأنت لا تعرف هذا الأمر فهل تتخبط وتقول: أظن لو فعلت كذا لكان كذا، أو لو فعلت كذا لكان كذا، أو يجب عليك أن تتوقف؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : نعم الثاني ، الواجب أن تتوقف، لأن هذا مقتضى النصيحة، إذ قد تنصحه بشيء يكون ضررًا عليه.
من فوائد الحديث: أنه إذا عطس فحمد الله فتشمته.
ومفهوم الحديث من فوائده: أنه إذا لم يحمد الله فلا تشمته، وسبق معنى التشميت أن تقول له: يرحمك الله إلى ثلاث مرات، فإذا شمته ثلاث مرات وعطس فى الرابعة فقل له: ( عافاك الله إنك مزكوم ).
وقوله: ( إِذَا عطس فشمته ) : هل الأمر هنا للوجوب، يعنى: هل هنا الحق واجب؟
الجواب: نعم، هو واجب، لكن هل هو واجب على الكفاية أو واجب عيني؟ اختلف العلماء في ذلك بناءً على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إذَا عطس المسلم أو قال: المؤمن فقَالَ: الحمد لله كان حقا على كل مَنْ سمعه أن يقول: يرحمك الله ).
( كان حقاً على كل من سمعه أن يقول: يرحمك الله ).
فظاهر هذا الحديث: أن التشميت واجب لقوله: ( كان حقا ) وأنه عيني، لقوله: ( على كل من سمعه ).
ولكن أكثر العلماء يقولون: إنه فرض كفاية.
ومن فوائد هذا الحديث: - في هذه الجملة -: جواز التعزير بترك المحبوب، من أين؟
السائل : ...
الشيخ : أنه لما لم يَحمد عُزر بترك الدعاء له، والتعزير كما يكون بفوات المحبوب، يكون أيضًا بحصول المكروه.
قلنا: إذا عطس ولم يحمد فلا تشمته ولكن هل تذكره؟
الظاهر لا، أنه إذا لم يحمد ولو ناسيًا فلا تذكره، هل تعلمه إذا كان جاهلاً؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الظاهر نعم، لأنك إذا عرفت أن هذا الرجل ما ترك الحمد إلا جهلاً فعلمه، وفي هذه الحال إذا علمته فقال: الحمد لله هل يجب أن تشمته؟
نقول: الرجل عطس وحمد الله فشمته، فيكون لك أجر من جهتين:
من جهة أنك إيش؟
الطالب : علمته.
الشيخ : علمته ومن جهة أنك شمته.
طيب إذا عطس اثنان وحمدا جميعًا فكيف نشمتهما؟
يرحمكما الله، وإن حمد أحدهما أولا فشمته أولاً، ثم الثاني، وإن عطس أحدهما أولاً ولكن حمد آخرًا فهل العبرة بعطاسه أو بحمده؟
الطالب : بحمده .
الشيخ : بحمده طيب.
ومن فوائد الحديث: أن من حق المسلم على أخيه أن يعوده إذا مرض لقوله: ( وإذا مرض فعده ) وهل هذا واجب أو لا؟
أكثر العلماء على أنه سنة، لجميع الناس، والصواب أنه واجب كفائي، وأنه يجب للواحد من المسلمين أن يعوده المسلمون، وألا يتركوه، لأن هذا انفصام والعياذ بالله انفصام عُرى بين المسلم وأخيه، أخوك له مدة منحبس في بيته من المرض لا يعوده أحد من الناس! فالصواب: أن عوده أو أن عيادته فرض كفاية، إذا علمت أن أحداً لم يأت من الناس وجب عليك أن تذهب أنت بنفسك وتعوده.
ومن فوائده: أنه إذا مرض مرضاً لا يقعده فإن إعادته ليست حقّا علينا، وجه ذلك: أن العيادة إنما تكون لمنحبس وأما من كان يمشي مع الناس ويذهب ويجيء، لكن في عينه مرض أو في وجهه جرح أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يُعاد، إنما يُعاد مَن انحبس.
ولم يَذكر في هذا الحديث ماذا عليه عند العيادة هل يخفف العيادة أو يتباطأ فيها؟ هل يتكلم فيها؟ هل يسكت؟
يقال: يُراعى في ذلك حال المريض، إذا كان المريض يأنس لك، وتعرف أنه منشرح صدره وأنه يحب أن تبقى ويحب أن تحدثه فالأفضل أن تجلس وتحدثه، وأما إذا عرفت أنه قلق وأنه يحب أن ينفرد بأهله دون غيرهم من الناس فالأفضل التخفيف، كذلك أيضاً إذا رأيت مثلاً من المناسبة أن تتلو عليه آيات تحثه على الصبر، وتبين له ثواب الصابرين، والأحاديث كذلك فافعل، فإن رأيت أنه يحب السواليف وتذكر يوم كنا كذا ويوم كنا كذا ويوم قال فلان كذا ويوم قال كذا فاعمل ما يدخل السرور عليه ، هذا أهم شيء، طيب.
ومن فوائد الحديث: وجوب اتباع المسلم إذا مات.
-طيب بقينا قبل أن أنتقل- ( حق المسلم على المسلم إذا مرض أن يعوده ) : فهل يعود غير المسلم؟
الجواب: فيه تفصيل إن كان في ذلك مصلحة فلا بأس أن يعوده، مثل أن يكون هذا المريض من غير المسلمين قريبًا إلى الإسلام وأن الإنسان إذا ذهب وعرض عليه الإسلام فربما يُسلم فهنا نقول: عيادتك هنا مطلوبة من أجل ما يترتب عليها من المصلحة والنبي صلى الله عليه وسلم عاد عمه وهو في مرضه، وعاد يهوديا في المدينة وهو في مرضه وعرض عليه الإسلام فأسلم، فإذا علمت أنك إذا ذهبت إلى هذا الكافر وعرضت عليه الإسلام أنه قريب فافعل، وإلا فلا تعده إلا إذا كانت عيادته من صلة الرحم فعده، لأن صلة الرحم حق لمن كان مسلمًا ومَن كان كافراً، لقوله تعالى في الوالدين: (( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )).
ومن فوائد الحديث: أن من حق المسلم إذا مات أن نتبعه لقوله: ( وإذا مات فاتبعه )، واتباع النازة إيش؟
فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، ودليل هذا من السُنة كثير .
( مُر بجنازة على النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس بأصحابه فأثنوا عليها خيراً فقال: وجبت، وأخرى أثنوا عليها شرا فقال: وجبت، ولم يذكر أنه قام واتبعها )، والشواهد على هذا كثيرة، أن اتباع الجنائز فرض كفاية وليس بواجب على العين.
مما يتعلق باتباع الجنازة أن متبع الجنازة له أجر، ( إن شهدها حتى يصلي عليها فله قيراط، وإن شهدها حتّى تُدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان يا رسول الله؟ قال: مثل الجبلين العظيمين أصغرها مثل أحد).
طيب إذا كان مع الجنازة منكر مثل أن يكون التابعون لها أو المشيعون لها يصطحبون ما يسمونه بالموسيقى الحزينة وما أشبه ذلك، يعني حتى الموسيقى بدأت تكون فرحة وحزينة إذا كان معه موسيقى حزينة ولا يمكنك أن تغيره هل تتبع ؟ لا ، لا تتبعه، لأن كل شيء فيه منكر لا يمكنك تغييره، فإن حضوره حرام عليك. ( وإذا مات فاتبعه ).
ومما يتعلق باتباع الجنازة أنه ينبغي لمن يتبع الجنازة أن يكون مفكرا في مآله متعظا بما يشاهد، فهذا الرجل الذي اليوم محمول على الأكتاف، كان بالأمس هو يحمل الناس على كتفه، وهذا الرجل الذي كان أمس يمشي على ظهر الأرض هو الآن سوف يُدفن في باطن الأرض، وهل أنت بعيد من ذلك؟
لا تدري ربما لا يمضي سويعات إلا وقد فعل بك ما فعل به.
فالذي ينبغي لتابع الجنازة أن يتعظ في أمره وفي مآله، خلافا لبعض الناس الذينَ إذا اتبعوا جنازة صاروا يقهقهون ويتحدثون في أمور الدنيا، ويش بعت اليوم؟ ويش اشتريت؟ ويش أكلت ويش شربت؟ ما أحسن هذا الثوب من أين شريته طيب وما أشبه ذلك، غلط، المقام لا يقتضي هذا ولكل مقام مقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق